الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقد حكى الله عن إبراهيم {ولا تخزني يوم يبعثون} [الشعراء: 87]. اهـ.
وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلا مرتين أما واحدة فإنه سأله أن يراه في صورته فأراه صورته فسد الأفق، وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد، فذلك قوله: {وهو بالأفق الأعلى لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال: خلق جبريل.وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم.وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل والدر والياقوت».وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وهو بالأفق الأعلى} قال: مطلع الشمس.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وهو بالأفق الأعلى} قال: قال الحسن: الأفق الأعلى على أفق المشرق {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل {فكان قاب قوسين} قال: قيد قوسين {أو أدنى} قال: حيث الوتر من القوس، الله من جبريل.وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح.وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رأى صلى الله عليه وسلم.جبريل عليه حلتا رفرف أخضر قد ملأ ما بين السماء والأرض.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد، فنظر يمينًا وشمالًا فلم ير شيئًا ثلاثًا، ثم رفع بصره فإذا هو ثانٍ إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء، فقال: يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئًا، ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى قوله: {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل إلى محمد {فكان قاب قوسين أو أدنى} جبريل إلى عبد ربه.وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم دنا فتدلى} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى ربه عز وجل.وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم دنا} قال دنا ربه {فتدلى}.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فكان قاب قوسين} قال: كان دنوه قدر قوسين، ولفظ عبد بن حميد قال: كان بينه وبينه مقدار قوسين.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {فكان قاب قوسين} قال: دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين.وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: القاب القيد والقوسين الذراعين.وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قاب قوسين} قال: ذراعين، القاب المقدار، القوس الذراع.وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله: {فكان قاب قوسين} قال ذراعين، والقوس الذراع يقاس به كل شيء.وأخرج سعيد بن جبير في الآية قال: الذراع يقاس به.وأخرج آدم بن أبي اياس والفريابي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {قاب قوسين} قال: حيث الوتر من القوس يعني ربه.وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وعكرمة قالا: دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر.وأخرج الطبراني في السنة عن مجاهد رضي الله عنه {قاب قوسين} قال: قدر قوسين.وأخرج الحسن في قوله: {قاب قوسين} قال: من قسيكم هذه.وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم اقترب من ربه {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال: ألم تر إلى القوس ما أقربها من الوتر.وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ذكر لنا أن القاب فضل طرف القوس على الوتر.وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: عبده محمد صلى الله عليه وسلم.وأخرج الطبراني في السنة والحكيم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت النور الأعظم ولط دوني بحجاب رفرفه الدر والياقوت فأوحى الله إليّ ما شاء أن يوحي».وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال: لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال: فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجدًا فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى، ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت، فخيل إليّ أن ما بين عينيه قد سد الأفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي، وكنت أحيانًا لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال.وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر أن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي.وأخرج مسلم وأحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى محمد ربه بقلبه مرتين.وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال: رآه بقلبه.وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم النخعي أنه كان يقرأ {أفتمرونه} وفسرها أفتجحدونه.وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ {افتمرونه} قال: من قرأ {أفتمارونه} قال: أفتجادلونه.وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه كان يقرأ {افتمرون}.وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي أن شريحًا كان يقرأ {افتمارونه} بالألف وكان مسروق يقرأ {أفتمرونه}.وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: رأى محمد ربه.وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه.وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: إن محمدًا رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده.وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الله {ولقد رآه نزلة أخرى} قال ابن عباس: قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل.وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبًا بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نزعم أن نقول: إن محمدًا قد رأى ربه مرتين، فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام، فرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى مرتين. قال مسروق: فدخلت عليَّ عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء وقف له شعري قلت: رويدًا ثم قرأت {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قالت: أين يذهب بك إنما هو جبريل من أخبرك أن محمدًا رأى ربه أو كتم شيئًا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله إن الله عنده علم الساعة الآية؛ فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى، ومرة عند أجياد له ستمائة جناح قد سد الأفق.
|